التخطي إلى المحتوى الرئيسي

من الرسائل الحقيقية التي كتبت \\ 4



  • يقول بسام حجار: لشدة ما تخاف من الهاوية، تسقط فيها. ولشدة ما أخاف أن أبقى وحيدة، أنفيك بعيداً. ولشدة ما أخاف أن أكون سعيدة، أبعدك لأبقى مع كآبتي. لشدة ما أخاف أن تؤذيني، أقوم بأذيتك واهرب. كيف اشرح لك بأنك نجحت بأن تتسلل إلى داخلي، وبأنك نجحت في أن تسكن رفاً من رفوفي الداخلية وأن تزيل طبقات الغبار والعفن التي تراكمت عليها لمدة طويلة. كنت ارتدي قميصك المقلم، مستلقية على الجانب الايسر من السرير، مغمضةً عيناي، واستمع لاصواتي الداخلية التي تقول لي اهربي قبل ان ترطمي بالأرض وتتفتي الى أشلاء على أرضه الإسمنتية. جلست بجانبي ومسدت يدك على وجهي، وصمتت كل تلك الاصوات. أذكر الطريقة التي كنت تنظر إلي فيها، كانت تلك احدى اللحظات التي تتوقف فيها الارض عن الدوران ويختزل الوجود بأكمله بين المسافة التي كانت تفصل جسدينا العاريين عن بعضهما. بإمكاني أن أكتب عشر مجلدات عن تفاصيلك الصغيرة التي حفظتها عن ظهر قلب. فلا تجرؤ على سؤالي مرة أخرى إن كنت أذكر الطريقة التي كنت تنظر فيها الي. لشدة الايام الطويلة والوحيدة التي امضيتها برفقة تلك الاصوات والوجوه أصبحت كافرة حين يتعلق الامر بالايمان بالاشخاص. قل لي كيف بإمكاني أن أفسح المجال لجسرك ليصل إلى مدينتي؟ قل لي كيف بإمكان جبلين ان يلتقيا من دون ان يدمر زلزالهما الاخر؟ قل لي كيف بإمكانك ان تبني جسرا يطل على وديان عميقةٍ من الخوف والدمار؟ أنت نصف انسان أجل، لأني كنت أحدق بك وأنت نائم، وبين كل جملة والأخرى من كتاب مجرد تعب كنت ألقي نظرة عليك وأقول لنفسي بأنك لا تنتمي لهذا العالم. كنت أحدق بك وأهمس لنفسي بشيء من السخرية بأني سأضعك في شقاء ليس له نهاية كعقاب لك جزاء تورطي بك. أعلم بأني أكرر نفسي كثيرا،لكني بحاجة لأن أسمع جملة ان كل شيء سيكون على يرام. وبأني أشعرك بالسعادة، وبأني لست بهذا السوء وبأني قادرة على العيش. أحتاج لأن أصدق هذا الوجود من عينيك أنت لا من عيناي الكاذبتين. اعلم انك بجانبي، اعلم بأنك تريدني، لكن ما احتاج الى سماعه هو انك بحاجتي بقدر ما أنا بحاجتك. أنا سيئة ، اعلم ذلك. وما يزيد من عبئي هو عقد الذنب التي احملها تجاه الاخرين. تجاهكم انتم القريبون. أنا أحتاج لأن أوشم كلمة أنا أسفة على جبيني. لشدة الشقاء الذي اجعلكم تقاسونه. كن قريباً أو بعيداً لا يهم. لكن حولي. واعلم جيداً بأن حبل خلاصي بات معلقاً بك وبأن كلانا تورط بلأخر لدرجة أصبحت القطيعة بيننا خياراً غير متاح. سأقتبس نابكوف، وأقول لك بأني أحبك، أريدك أحتاجك بشكل لا يطاق. وبأني أحبك بطريقة سيئة.

تعليقات

  1. جميل.

    الحل بالهروب والعودة وهكذا..؟
    لمتى أنصاف الحلول إذن. متى الانعتاق؟ سواء بالتخلي الكلي وبلا رجعة أو (وهو الأصعب) التسليم والانغماس الكليين؟

    ردحذف
  2. I tell you the truth, if this letter was addressed to me, definitely, I would have shattered like a piece of fallen glass.

    When I read your post simply for the sake of reading, it is a beautiful piece of art. But for every piece of art there is source of inspiration. Careful though, we do create our own reality. The way we think about ourselves makes who we are.

    ردحذف
    الردود
    1. Hey there anonymous,
      I have been giving lots of thoughts about your comment, trying to figure out who you are, but it doesn't even matter because pretty much you manged to read my mind.
      you are very right, our thoughts makes who we are, but what is scary to me is that what if i left my dark side behind, would i have anything left in that black whole of emptiness i have inside? will i ever be able to plant a garden in a land that is distorted and burned ?
      perhaps i am not making any sense. but i know you will understand my words.
      thank you for passing by :)

      حذف
    2. "Pick yourself up and dust yourself off and back in the saddle" [Shakira: Waka Waka (Esto Es África)]

      Do it, each time you fall!

      Nobody can help you, better than you can. Nobody hurts you, worse than you do. Your best friend, and your worse enemy is you.

      Look inside you and turn on the light of our own soul. You will see the power of turning a desert into a paradise comes from within. Let the wind blow away the ashes of the burned land, the flowers will bloom again.

      حذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

من الرسائل الحقيقية التي كتبت وأرسلت. // 5

عزيزي X, تحية خريفية أرسلها  إليك من غرفتي التي تطل على مدرسة زيد بن حارثة للذكور. أنتظر ليل الشتاء بفارغ الصبر, فهو فسحتي الوحيدة الهادئة  التي أخلو فيها لنفسي من صخب الحي الذي لا يهدأ طوال ساعات النهار. لذلك سأستغل الهدوء لكي أكتب لك, لأن بعض أجزاء اليوم لا تنتمي إلا لمن يفهمها. كنت حاضرة غائبة خلال الأسابيع الماضية, أحاول من خلالها المضي قدمًا نحو بداية جديدة أرسمها لنفسي.  أشعر بأن داخلي متعفن, بأن الجرذ الذي نحاول التخلص منه في المطبخ قد نفذ إلى داخلي ووجد رفقة طيبة هناك. لم نضطر إلى وضع سم أو تركيب مصيدة أو حتى ارتكاب مجزرة، لقد وجد مخرجًا مسالمًا لنفسه, بعيدًا عن الضجيج والأذى. أنا بخير, لكن الرطوبة تنخر داخلي, أجاهد لأن أحافظ على فكري متقدًا, لأن أعيد إشعال داراته الكهربائية المنطفئة. داخلي بات يشبه  قبوًا  رطبًا, يصلح لأن يكون منبتًا للفطر لا للفن. وهذا محبط جدًا, تلك المرحلة الانتقالية التي حدثتني عنها منذ سنة تقريبًا طالت، وقد باشر صبري القليل بالنفاذ. لقد ارتكبت خلالها أخطاءًا جسيمة لن أغفرها لنفسي حتى أنجح بتخطيها. هذه الأخطاء الجسيمة ومعظم أسئلتي الوجودية

من الرسائل الحقيقية التي كتبت وأُرسلت.

  صديقي البعيد والقريب جداً, ڤانيلا الأزرق ,  لا تتخيل مدى سعادتي حينما قررنا أن نتبادل الرسائل الورقية, لم أكتب رسالة حقيقية من قبل, كنت دائما أكتب الغراميات لأصدقاء أخي في عيد العشاق حينما كنا صغاراً, كنت أبحث عن أجمل الكلمات وأحاول صفها بخط مرتب. مع أني لم أجد أحداً أتبادل معه الرسائل المكتوبة, إلا اني طوال عمري كنت بانتظار واحدة. تماماً كذلك الانتظار الطفولي الملون بالأمل. هناك شيء حميمي ودافىء للغاية في الرسائل, اكتشفت ذلك من خلال قرأتي لحقيبة الرسائل التي احتفظ بها والدي من أيام دراسته في الاتحاد السوفيتي. رسائل من جدي وعماتي وعمي غيث الذي قرأت عنه, ورسائل عاطفية تبادلها والديّ أثناء فترة الخطوبة التي قضوها بعيداً عن بعضهما بحكم المسافة.  لقد سلمني أبي الحقيبة كلها بحكم هوسي بكل شيء مكتوب على قصاصة من ورق, حتى لو لم يحمل معنىً مفيداً.  هي حقيبة زرقاء صغيرة تحمل رائحة الورق المعتق الممزوج برائحة الحبر السائل الذي يملىء الأقلام التي تعاد تعبأتها. الكثير من الرسائل التي في داخلها اصفر ورقها وتمزقت اطرافها. لكنها بالنسبة لي, تشكل بوابةً صغيرة لعالم فقد أبطاله, ولقصص طم

يوميات \\ 8

لم أعد قادرة على قراءة نتف البياض التي تفصل الكلمة عن الأخرى. انعكاسي الذي أراه في المراة بت أتحاشى النظر فيه واستعضت عنه بانعكاس اصطدمت به على نافذة غرفتي المطلة على عالم لشدة قربه مني أصبح بعيداٌ بحيث لم تعد تطاله يداي . أبتلع دخان سيجارتي لتهضمه رئتي ببطىء وأحدق في عيناي التي تطلان على الفراغ وأغور أكثر في تجويفهما وأفكر بأن نهاية العالم قد وجدت خط بدايتها في بقع الظلام التي تسللت إلى بطانة عيناي.   لم يعد النوم يظلل تعبي, لم أعد أكترث لساعات الأرق الطويلة التي أقتلها بالتدخي ن وبأحلام اليقظة, أحلم بأني نائمة وبرجل اسمه مطر عيناه زرقاوان وشعره ضبابي وله نفس ثقيل ينفث من بين شفتيه غيوماً في أوعية مدببة صنعت من البلور الأخضر. افتح نافذتي الصغيرة وأعود لأحدق في السقف لاكتشف بأني لم أغفو, بل تأرجحت فقط على درجات الحلم وتعثرت بها لأعود إلى الأرق ولتضيع الأيام وتنجرف الى ضفاف عيني, لتتلخص حياتي بأكملها بثقبين أسفل الحاجبين و ظل تجعيدتين خجولتين تتطلان كلما ابتسمت.