التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, ٢٠١٤

عن ناتاشا محبوبة والدي

كنا متسمرين في غرفة الجلوس, نقتل الوقت بشرب القهوة و تبادل الأحاديث الجانبية, حين فتح  أخي باب المنزل و طرقه بشدة و هو يصرخ بصوت غاضب ووجه مخطوف اللون, " انفجر عجل السيارة و أنا بسوق, يعني الله ستر ما رحت فيها, و بعدين مع اللادا "  انفجرت أنا ضحكاً, فكانت فصول اللادا لا تعد ولا تحصى.   *.*.* كم يعجبني ذلك الطفلُ الصغير الذي مازال يقطن والدي, و كيف يرى السعادة و معانيها في محبوبته ناتاشا, و كيف يعاملها بأنها فرد منا. فرد حي له مشاعره و كيانه. مع أنها بعد أكثر من عشرين سنة,  باتت ناتاشا تشبه أشياء كثيرة عدا السيارة. لقد باتت قطعةً من الخردة تتحرك على أربع عجلات, دهانها متاّكل , ضوءها الأمامي مكسور,جانبها مبعوج ,أبوابها عالقة, و شبابيكها التي إن فتحت تحتاج لمعجزة لأن تغلق, زجاجها الأمامي مشعور, و باب السائق الذي لا أستطيع أن أصفه إلا بباب الهاوية, فهو يفتح من تلقاء نفسه عند "الكوربات"  الحادة, و إن كنت محظوظاً ستنجح من إغلاق الباب و السيطرة على المقود و البقاء في مقعدك دون إحداث أي بلبلةٍ تذكر, و أن تكمل مشوارك بسلام إن لم تقطعك من  .البنزين و إن صمدت بطاري