التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, ٢٠١٤

مشاهد مبعثرة من مخيم الزعتري #1

عند مدخل العيادة الخاصة بالجمعية التي من خلالها تمكنت الوصول إلى المخيم, أول ما رأيته على الباب كان طيف ما تبقى من طفلة تهذي من الحمى, مُحكمةً قبضتها على سياج "الدربزين" الذي يفرض على مراجعيه إلتزام الدور. توقف الزمان و المكان من حولي, لم أعد أسمع شيئاً من أنين المرضى الذين توحد صوتهم وصمتهم وأنا أبحلق في عينيها الكبيرتين الغائرتين من المرض, نظرت إليّ نظرةً ثاقبة كأنها تخبرني بأن نظرات الحزن و"الشفقة" التي أبديتها لها –والتي رأت منها الكثير- لن تعيد إليها وطنها أو بيتهاأو سريرها ولن تشفيها من الحمى. رأت روحي العارية والعاجزة, ذعرت, فلم يسبق قط أن رأى أحدهم روحي عاريةً كما رأتها هيَ. خجلت, وأسرعتُ الخطى الى الداخل وأنا أجرُّ معي سلاسل العجز والخيبة. *.*.* انتابتني نوبةٌ من الذعر الصامتة, فلوهلةٍ من الزمن حسبتُ بأن سائق السيارة قد سلك اتجاهاً خاطئاً, و بأننا في وسط المجهول .أنّبني ضميري, و تمنيت للحظة لو أنيّ سمعتُ كلمة أمي ونسيت موضوع هذه الزيارة. شعرتُ بالذنب من عنادي و إصراري الشديدين الذي أبديته لها قبل مغادرتي المنزل. كل مارأيته حولي حينها كان مج

واحد-أيلول

وسط البلد