التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, ٢٠١٦

من الرسائل الحقيقية التي كتبت وأرسلت \\ 3

ذكرت لك من قبل بأنني أشعر بأن تدويناتي نبوءات، وبأن الشخصيات التي أكتب عنها ما هي إلا امتداد لي بشكل أو بآخر، وبأنني بصدد التحول الى أحدها، هذاإن لم أكن قد تحولت وانتهى الأمر.           قبل سنتين من الآن، انفطر قلبي. ربما الإنسان قادر على الإمساك بزمام أموره أمام أصعب مصائب الحياة والإنهيار أمام أبسطها، لشدة تفاهة رباطة جأشنا. لا يهم، إذن انفطر قلبي. كنت صغيرة وساذجة، وأمضيت ثلاثة أيام أرسم جدارية على حائط غرفتي. كثير من السجائر وكثير من الموسيقى. رسمت جدارية لوجوه متداخلة كالتي أرسمها عادة. الاّن نقلت سريري، وأصبحت أغفى أسفلها. الجدارية عبارة عن تسع وجوه واضحة وربما عشر وجوه أخرى مخفية وإن حدقت جيدًا فيها ستجد وجهي. تلك الجدارية والتدوينة أيضاً هي من محصلة الخوف الذي أحمله في داخلي، والذي أعيش معه مضطرة. أحاول أن أتجاهله، وأن أدعي أنني لا اسمع صوته الذي يحدثني، ووجهه الذي يطاردني كل ليلة. لا أعلم، لم أعد أعلم شيئاً. لم أعد أعلم كيف أعيش، وكيف أكل وكيف أشرب، لقد فقدت أبسط مهارات الحياة أثناء محاولتي للهرب من نفسي. لقد فقدت الكثير من وزني مؤخراً،وأصبحت ابتلع حبوب "السعادة

الوجوه التسعة

سيظنون بأن قد مسها جني أو شيطان، سيخنقونها بدخان البخور، وسيقطرون الزيت المقدس في عينيها نصف المغمضتين التي يتوارى خلفهما سواد بؤبؤيها، لكن لن يتراءى لأي منهم بأن المسخ الذي أمامهم كان الأقرب إلى الحقيقة منهم جميعاً.                                 *.*.*  شجرة التين التي تقابل النافذة تُأرجح دوائر الظلال التي رسمتها الستارة على جسدها الهزيل. تتمدد على سريرها الجديد الذي ألفته مدعية الموت. ماذا ستقول لهم عندما تستقيظ؟ كيف ستشرح لهم بأن عيناها قد تحولتا إلى ثقب أسود باستطاعته ابتلاع حياة بأكملها؛ بألوانها ووجهها وأسمائها وحروف علتها. كيف ستشرح لهم بأن للخوف يدان قادرتان على دفعك للركض، وبأن له رائحة رطبة، وطعم مر يتسلل إلى كل خلايا جسمك قبل أن يحط أخيراً في فمك؟ *.*.* (يدور المشهد بالعرض البطيء، تتحرك الشفاه دون أن تصدر صوتًا سوى الصمت، تصدح سوناتا القمر لبيتهوفن في الخلفية): تركض عارية القدمين باتجاه حرش القرية، أصابع يدها الطويلة تغطي أذنيها، رئتاها تدفعان الهواء إلى داخل صدرها، تتوقف، تدير رأسها لتحدق بالفوضى التي تبخرت خلفها وتعود إلى الركض مرة أخرى. *.*.* الش