التخطي إلى المحتوى الرئيسي

سيارة نقل الموتى \\ يوميات 2

خلق الله الكون في سبعة أيام, في اليوم الأول خلق الله النور, وفي اليوم الثاني خلق السماء, وفي اليوم الثالث خلق اليابسة والماء وفي اليوم الرابع خلق الشمس والقمر, وفي اليوم الخامس خلق الطيور وكائنات البحر, وفي اليوم السادس خلق الحيوانات ثم البشر, وفي اليوم السابع استراح, وفي اليوم الثامن خلق خندقاً يطلق عليه البشر اسم الموت (لكنه لم يخبر أحداً بذلك).

لا أعلم متى خلقت هوتي قد يعود تاريخها إلى الأزل, أو إلى اليوم الثامن, أو ربما حين رأيت سيارة نقل الموتى لأول مرة وأنا في طريقي إلى المنزل حين كنت في الصف الحادي عشر. كنت عائدة من المدرسة, ورأيت هذا الموكب الكبير من السيارات التي تمشي بهدوء وتتبع بصمتٍ صوت التراتيل الصادرة من سيارة نقل الموتى.
كلا, لم تكن أول مرة, لم أعد أذكر تماماً المشهد, لذاكرتي طريقة غريبة في حفظ الذكريات وإعادة تأهيلها. أذكر السيارة التي حملت تابوت جدي, لم يكن تابوته مفتوحاً لكني كلما عدت إلى هناك أراه ممداً مغمضاً عينيه ويداه متقاطعتين تتوسدان صدره. أذكر أن العائلة منعت الأطفال من الذهاب إلى المقبرة لمراسم الدفن, أذكر السيارة أمام باب المنزل, وأفواج الناس المتزاحمة, وأصوات كثيرة, أذكر معطفاً أحمر, لا أقصد عيوناً محمرة من كثرة البكاء, كنت أبحث عن أبي بين الوجوه, وأدفع نفسي بين الأقدام الكثيرة لأجد طريقي إلى أبي, لكن انتهى بي المطاف  متسمرةً أمام تابوت جدي في سيارة نقل الموتى, كان التابوت محاطاً بالورد الجوري, كان جدي نائماً في سرير من الورد.
 أعلم جيداً أن التابوت لم يكن مفتوحاً وبأن سيارة الأموات لا تفرش أرضيتها ورداً وبأن الأموات لا ينامون. لكني كلما عدت إلى هناك أرى لينا, طفلةً شجاعة لا تهاب شيئاً, أرى طفلةً تحدق في الموت كأنه يعني رحلةً سعيدة إلى حديقة مليئة بالورد الجوري. 

الأن أعلم جيداً أن النضوج  لا يعني إلا الإمتلاء بالخوف. والموت في طياته لا يمثل إلا الشجاعة.

أظن أني بطريقة أو بأخرى قد كفنت جميع موتاي بغطاء صنعته من بتلات الورد التي رأيتها تغطي جدي, بضعة أحباء سابقين, بضعة أحلام وأجزاء كثيرة مني دفنتها في حديقة ورد تقبع في الجزء الأيمن من صدري. ما زلت أقف أمامها وأنظر إليها بدهشة وأتساءل متى فقدت كل هذا؟؟ ومتى أزهر كل هذا الألم الذي أحمله في داخلي؟ ومنذ متى وأنا قابعةٌ في هذه الهوة التي رماني فيها الله ليختبر مدى عمقها؟

اليوم أثناء إنتظاري ل"تكسي" يقلني إلى موقف الحافلات, رأيت سيارة نقل الموتى مجدداً, لم يكن هناك صدىً للتراتيل أو صوت لصلوات الموتى, لكن أذني من تلقاء نفسهما استطاعت أن تنسج 
الكلمات بشكل اّلي, كأني اعتدت الموت وخبرته ألف مرة.








                                    







  

تعليقات

  1. تعتبر شركة الاخلاص والامانة من اشهر الشركات فى نقل اثاث مكة الاكثر خبرة فى مجال نقل العفش وباسعار مغرية جدا اتصلوا بنا على
    0550018083 _ 0565277186

    ردحذف
  2. كل هذه الصعوبات أصبحت ماض شركة تنظيف خزانات بمكة أما الآن في نقل العفش من مكان إلي أخر لم يكن بهذه السهولة تمتلك الكثير من الخبراتشركة نقل عفش بمكة الدراية الكامله لكل ما يتعلق شركة تنظيف خزانات بالطائف بمجال نقل الأثاث من الآن لا تحتار و كن مع الأفضل شركة تنظيف بالبخار بالطائف ربما لا نكون الوحيدين بمجال نقل العفش و لكننا بالطبع المميزون شركة تنظيف شقق بالطائف نقدم أفضل و أعلي مستوي خدمة يمكن أن تحصل عليه

    ردحذف
  3. كل هذه الصعوبات أصبحت ماض شركة تنظيف خزانات بمكة أما الآن في نقل العفش من مكان إلي أخر لم يكن بهذه السهولة تمتلك الكثير من الخبراتشركة نقل عفش بمكة الدراية الكامله لكل ما يتعلق شركة تنظيف خزانات بالطائف بمجال نقل الأثاث من الآن لا تحتار و كن مع الأفضل شركة تنظيف بالبخار بالطائف ربما لا نكون الوحيدين بمجال نقل العفش و لكننا بالطبع المميزون شركة تنظيف شقق بالطائف نقدم أفضل و أعلي مستوي خدمة يمكن أن تحصل عليه

    ردحذف
  4. تكمن أهمية تنظيف الخزانات في كوننا نقوم بتخزين المياه التي نقوم باستخدامها فيها
    شركة تنظيف خزانات بجدة هذا يتطلب الحفاظ على الخزانات نظيفة حتى لا تتعرض المياه للتلوث حيث أنه في حالة إهمال تنظيف الخزانات شركة مكافحة الحشرات بجدة شركتنا تعدكم بأنكم ستجدون لديها كل ما تطمحون له وستكون عند حسن ظنكم بها.


    ردحذف
  5. شركة تنظيف خزانات بجدة هي أفضل شركات المملكة في تنظيف الخزانات شركة تنظيف خزانات بجدة شركة تنظيف خزانات بجدة و التي تقدم خدمات عديدة في مجال تنظيف الخزانات و إزالة ما بها من رواسب شركة تنظيف بالبخار بجدة تستخدم الشركة عند تنظيف الخزانات المنظفات الآمنة الفعالة التي قامت بتجربتها الشركة عدة مرات و تقوم بتنظيف الخزان بها فيقوم عمال الشرك بالدخول لداخل الخزان و القيام بتنظيفه بفرش خصصة للخزانات شركة تنظيف خزانات بمكة و إزالة ما على الجدران من أوساخ و ترسبات شركة تنظيف بالبخار بمكة تعمل الشركة على تنظيف الخزان جيدا و القضاء على الطحالب التي قد تتكون به شركة تنظيف بالبخار بالطائف من الأسعار فالشركة تتيح لكم أنواع عدة من العروض

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

من الرسائل الحقيقية التي كتبت وأرسلت. // 5

عزيزي X, تحية خريفية أرسلها  إليك من غرفتي التي تطل على مدرسة زيد بن حارثة للذكور. أنتظر ليل الشتاء بفارغ الصبر, فهو فسحتي الوحيدة الهادئة  التي أخلو فيها لنفسي من صخب الحي الذي لا يهدأ طوال ساعات النهار. لذلك سأستغل الهدوء لكي أكتب لك, لأن بعض أجزاء اليوم لا تنتمي إلا لمن يفهمها. كنت حاضرة غائبة خلال الأسابيع الماضية, أحاول من خلالها المضي قدمًا نحو بداية جديدة أرسمها لنفسي.  أشعر بأن داخلي متعفن, بأن الجرذ الذي نحاول التخلص منه في المطبخ قد نفذ إلى داخلي ووجد رفقة طيبة هناك. لم نضطر إلى وضع سم أو تركيب مصيدة أو حتى ارتكاب مجزرة، لقد وجد مخرجًا مسالمًا لنفسه, بعيدًا عن الضجيج والأذى. أنا بخير, لكن الرطوبة تنخر داخلي, أجاهد لأن أحافظ على فكري متقدًا, لأن أعيد إشعال داراته الكهربائية المنطفئة. داخلي بات يشبه  قبوًا  رطبًا, يصلح لأن يكون منبتًا للفطر لا للفن. وهذا محبط جدًا, تلك المرحلة الانتقالية التي حدثتني عنها منذ سنة تقريبًا طالت، وقد باشر صبري القليل بالنفاذ. لقد ارتكبت خلالها أخطاءًا جسيمة لن أغفرها لنفسي حتى أنجح بتخطيها. هذه الأخطاء الجسيم...

يوميات \\ 8

لم أعد قادرة على قراءة نتف البياض التي تفصل الكلمة عن الأخرى. انعكاسي الذي أراه في المراة بت أتحاشى النظر فيه واستعضت عنه بانعكاس اصطدمت به على نافذة غرفتي المطلة على عالم لشدة قربه مني أصبح بعيداٌ بحيث لم تعد تطاله يداي . أبتلع دخان سيجارتي لتهضمه رئتي ببطىء وأحدق في عيناي التي تطلان على الفراغ وأغور أكثر في تجويفهما وأفكر بأن نهاية العالم قد وجدت خط بدايتها في بقع الظلام التي تسللت إلى بطانة عيناي.   لم يعد النوم يظلل تعبي, لم أعد أكترث لساعات الأرق الطويلة التي أقتلها بالتدخي ن وبأحلام اليقظة, أحلم بأني نائمة وبرجل اسمه مطر عيناه زرقاوان وشعره ضبابي وله نفس ثقيل ينفث من بين شفتيه غيوماً في أوعية مدببة صنعت من البلور الأخضر. افتح نافذتي الصغيرة وأعود لأحدق في السقف لاكتشف بأني لم أغفو, بل تأرجحت فقط على درجات الحلم وتعثرت بها لأعود إلى الأرق ولتضيع الأيام وتنجرف الى ضفاف عيني, لتتلخص حياتي بأكملها بثقبين أسفل الحاجبين و ظل تجعيدتين خجولتين تتطلان كلما ابتسمت.

يوميات \\ أزل

أطلقت اسم "أزل" على مشروع تخرجي، فبعد ثماني ساعات من التيه في المعجم الوسيط والتخبط بين معاني الكلمات وأضدادها ومرادفتها بهدف الوصول إلى كلمة تصف علاقتي باللغة العربية، حط ناظراي على هذه الكلمة؛ أزل: أَيْ مُنْذُ القِدَمِ ،أَيْ مَا لاَ نِهَايَةَ لَهُ فِي أَوَّلِهِ. في الظاهر فقط كنت أبحث عن كلمة خفيفة تلفظها الشفتين دون جهد وتتسلل إلى شباك الذاكرة بسهولة. إلا إنني في الحقيقة كنت أحاول بشكل يائس بحق الوصول إلى كلمة تصف مدى الحزن الذي أحمله في داخلي، ذلك الحزن الذي سببته لي اللغة والذي  أشبه بأن يكون  صدمة بمؤخرة رأسك، لا يقتلك لكنه يبتعلك ويتكور حولك ويتسلل من رأسك ويستقر في صدرك، ويرتجف في دمك كما ترتجف الأحرف على السطور، ويتكوم على ظهرك المنحني من وزر الكلمات الثقيلة التي تخلى عنها أصحابها على رف منسي من الكتب، ظهرك الذي يحمل كل هذا الوهج دون أن يعي عبئه. اللغة العربية كانت مدخلاً لهذا "الأزرق" الذي يستقر في داخلي. تلك القصص التي أدور بها لأقع من شدة الدوار، والشخصيات التي لا أنفك عن الحديث معها والمرور بها، ذلك السحر الحزين المغلف بالدهشة الذي تتلقفه على هي...