التخطي إلى المحتوى الرئيسي

#فوووضى أفكار

تمددت على سريرها, تبحلق بالسقف تارةً, و بأكوام الحقائب المعلقة على الحائط تارةً أخرى, تشرد قليلا لتفكر : هل يجدر بها الإشتياق لحبيبها ذلك الذي ربما أحبته و ربما لا, و هل عليها أن تشتاقه كما يشتاق الأحبة الطبيعيون للفراغ الذي يسكنهم بعد الفراق. لم تكن طبيعية, فلن تشعر كالأناس الطبيعين. تقاطع تلك الأفكار لتسأل نفسها لم تملك ذاك الكم الهائل من الحقائب.. بينما تحمل حقيبتها البنية الصغيرة المستعملة دائماً..
                          *.*.*
حقيبتها البنية  تلك التي تحملها دائماً, مرميةٌ على طاولة الكوي الخضراء. تبعثرت منها عدة أوراق و دفتر ملاحظات لم تخط فيه شيئا منذ أسابيع ,و مراّة صغيرة لا تستعملها. إلا أنها تحملها في حقيبتها لتدعي أنها فتاة منمقة كباقي فتيات الجامعة اللواتي لا تجمعها بهن أي خصالٍ مشتركة. و لماذا تستعملها أصلاً؟ فهي تفضل مظهرها رثا و فوضويا. فليست بحاجة أن تتفقد مظهرها كل خمس دقائق.
*.*.*
ترجع لفكرة الحبيب, و ما سبب الكاّبة و الكسل المخيمان عليها, هل هو السبب؟ لا على الأرجح. تقاطعها ذكرى أخيها عندما نصحها بالتوقف عن قراءة الكتب لأنها باتت تجعل  منهاغريبة الأطوار, ارتسمت على شفتاها خيط ضحكة, فلطالما كانت غريبةالأطوار. شتت أفكارها الفوضى المحيطة, و أمعنت النظر لحمالة صدرها الحمراء المتدلية من على يدالكرسي الأسود الكبير, تذمرت من صغر حجم نهديها . حولت نظرها الى الملابس -التي ارتدتها طوال الاسبوع -المكومة على الارض و المبعثرة كهضاب صغيرة هنا  هناك. تدارى الى سمعها صوت أمها المتذمرة من مدى فوضتها. خضت رأسها لتخرج الفكرة من رأسها. لطالما كرهت التنظيف و الترتيب و تذمر أمها خاصةً.
*.*.*
تعود الى فكرة الحبيب. أو نصف الحبيب أو وهم الحبيب. بحلقت بستارة غرفتها الحمراء الطفولية التي يجب عليهاأن تغيرها فما عادت تلائم شخصاً بسنها.
 تعود بها الذاكرة حين اقتنت رواية نسيان- لاحلام مستغامني و كيف قالت لنفسها مرة أنها ستفهمها حين تريد نسيان أحدهم, فتستعملها مرهماً يدواي فؤادها اذا جرح. ظنت أنه قد أن الاّوان لاعادة قرائتها و فهمها هذه المرة.
غادرت سريرها, و أعدت كوباً من الشاي الأسود الثقيل, لعله يمزق عباءة الكسل التي لم ترتدي سواها مؤخراً.  مدت يدها للمنضدة المجاورة لسريرها لتتناول الرواية (نسيان(com.. بحلقت فيها قليلاً.. صمت ذهنها قليلاً..  و أدركت في النهايةأنه لم يكن هنالك شيء في الأصل لينتسى. رمت الرواية بعيداً و تناولت (ثلاثية غرناطة) و غاصت فيها لتخرس المدينة التي تسكن رأسها ..
 

تعليقات

  1. فكرة الحبيب. أو نصف الحبيب أو وهم الحبيب
    :)
    I liked that line
    ---------

    The comparison btwn نسيان com + ثلاثية غرناطة in yr words was nice, short and to the point :D

    ردحذف
  2. Thankk you thank youu thank youu.
    It means a lot that you actually read the chaos i post sometimes. (((:

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

من الرسائل الحقيقية التي كتبت وأرسلت. // 5

عزيزي X, تحية خريفية أرسلها  إليك من غرفتي التي تطل على مدرسة زيد بن حارثة للذكور. أنتظر ليل الشتاء بفارغ الصبر, فهو فسحتي الوحيدة الهادئة  التي أخلو فيها لنفسي من صخب الحي الذي لا يهدأ طوال ساعات النهار. لذلك سأستغل الهدوء لكي أكتب لك, لأن بعض أجزاء اليوم لا تنتمي إلا لمن يفهمها. كنت حاضرة غائبة خلال الأسابيع الماضية, أحاول من خلالها المضي قدمًا نحو بداية جديدة أرسمها لنفسي.  أشعر بأن داخلي متعفن, بأن الجرذ الذي نحاول التخلص منه في المطبخ قد نفذ إلى داخلي ووجد رفقة طيبة هناك. لم نضطر إلى وضع سم أو تركيب مصيدة أو حتى ارتكاب مجزرة، لقد وجد مخرجًا مسالمًا لنفسه, بعيدًا عن الضجيج والأذى. أنا بخير, لكن الرطوبة تنخر داخلي, أجاهد لأن أحافظ على فكري متقدًا, لأن أعيد إشعال داراته الكهربائية المنطفئة. داخلي بات يشبه  قبوًا  رطبًا, يصلح لأن يكون منبتًا للفطر لا للفن. وهذا محبط جدًا, تلك المرحلة الانتقالية التي حدثتني عنها منذ سنة تقريبًا طالت، وقد باشر صبري القليل بالنفاذ. لقد ارتكبت خلالها أخطاءًا جسيمة لن أغفرها لنفسي حتى أنجح بتخطيها. هذه الأخطاء الجسيم...

يوميات \\ 8

لم أعد قادرة على قراءة نتف البياض التي تفصل الكلمة عن الأخرى. انعكاسي الذي أراه في المراة بت أتحاشى النظر فيه واستعضت عنه بانعكاس اصطدمت به على نافذة غرفتي المطلة على عالم لشدة قربه مني أصبح بعيداٌ بحيث لم تعد تطاله يداي . أبتلع دخان سيجارتي لتهضمه رئتي ببطىء وأحدق في عيناي التي تطلان على الفراغ وأغور أكثر في تجويفهما وأفكر بأن نهاية العالم قد وجدت خط بدايتها في بقع الظلام التي تسللت إلى بطانة عيناي.   لم يعد النوم يظلل تعبي, لم أعد أكترث لساعات الأرق الطويلة التي أقتلها بالتدخي ن وبأحلام اليقظة, أحلم بأني نائمة وبرجل اسمه مطر عيناه زرقاوان وشعره ضبابي وله نفس ثقيل ينفث من بين شفتيه غيوماً في أوعية مدببة صنعت من البلور الأخضر. افتح نافذتي الصغيرة وأعود لأحدق في السقف لاكتشف بأني لم أغفو, بل تأرجحت فقط على درجات الحلم وتعثرت بها لأعود إلى الأرق ولتضيع الأيام وتنجرف الى ضفاف عيني, لتتلخص حياتي بأكملها بثقبين أسفل الحاجبين و ظل تجعيدتين خجولتين تتطلان كلما ابتسمت.

يوميات \\ أزل

أطلقت اسم "أزل" على مشروع تخرجي، فبعد ثماني ساعات من التيه في المعجم الوسيط والتخبط بين معاني الكلمات وأضدادها ومرادفتها بهدف الوصول إلى كلمة تصف علاقتي باللغة العربية، حط ناظراي على هذه الكلمة؛ أزل: أَيْ مُنْذُ القِدَمِ ،أَيْ مَا لاَ نِهَايَةَ لَهُ فِي أَوَّلِهِ. في الظاهر فقط كنت أبحث عن كلمة خفيفة تلفظها الشفتين دون جهد وتتسلل إلى شباك الذاكرة بسهولة. إلا إنني في الحقيقة كنت أحاول بشكل يائس بحق الوصول إلى كلمة تصف مدى الحزن الذي أحمله في داخلي، ذلك الحزن الذي سببته لي اللغة والذي  أشبه بأن يكون  صدمة بمؤخرة رأسك، لا يقتلك لكنه يبتعلك ويتكور حولك ويتسلل من رأسك ويستقر في صدرك، ويرتجف في دمك كما ترتجف الأحرف على السطور، ويتكوم على ظهرك المنحني من وزر الكلمات الثقيلة التي تخلى عنها أصحابها على رف منسي من الكتب، ظهرك الذي يحمل كل هذا الوهج دون أن يعي عبئه. اللغة العربية كانت مدخلاً لهذا "الأزرق" الذي يستقر في داخلي. تلك القصص التي أدور بها لأقع من شدة الدوار، والشخصيات التي لا أنفك عن الحديث معها والمرور بها، ذلك السحر الحزين المغلف بالدهشة الذي تتلقفه على هي...