
لقد مضى أكثر أسبوع منذ أن حطت فاجعة سيطرة المسلحين على كسب. مضى أكثر من أسبوع و انا اتخذ من الصمت عباءة أخفي فيها حزني و قلبي المحطم و شتات ذكرياتي التي تبعثرت و ضاعت بين حطامها.
فها أنا أشاهد مدينتي تغتصب, أكاد أسمع أنينها في أذنيّ حين يتباهى اولئك المجرمون "بتحريرها".لا أستطيع أن اصدق أن ساحاتها و منازلها هجرت, و تحولت الى متسكع لسفاحي ابي لهب. و أن صوت الرصاص و المدافع بات يكسر أنشودة الصمت التي تعزفها طبيعتها, و يلوث عبير هواءها رماد الدمار و رائحة البارود. و يتردد صدى تكبير اولئك الكافرين في جبالها.
لا أملك سوى كلماتي ,أواسي فيها شعبي, شعبي الذي لم يعرف للحياة عنوانا سوى النضال. شعبي الذي كتب تاريخه بدمه, و حفر قصته على الصخر بيديه.
كسب لن يقوى هؤلاء المجرومون و سلاطينهم العثمانيين على تدنيسك مهما حاولوا. لقد حكم عليك القدر بألا تستسلمي, و لن تستسلمي..
فأنت كجبالك شامخة, صامدة, لا تهزك أيادي المخربين..
تعليقات
إرسال تعليق